وجدت ربي الله الواحد فهل انت وجدته ؟
إن كثيرا من الناس يعترفون بوجود الله ولكن هل وجدوه ؟
ا ن عملية ايجاد الله من أصعب العمليات على النفس البشرية ، فقد يعيش الانسان عمره كله دون أن يجد الله تعالى ، وقد يجد الله تعالى في لحظه ، فتكون أسعد لحظات حياته لان حياته الحقيقية عندها سوف تبدأ .
سأل احد الناس سؤال فقال : اين الله ؟ فرد عليه أحدهم اين روحك التي في جسدك هل هي في ذراعك ، هل هي في اقدامك ؟ هل هي في رأسك ؟ فلن يجيبك عن شيئ من تلك الاسئلة ثم قيل له : اذا كنت عاجزاً عن ادراك نفسك فكيف تريد ان تدرك من هو خالق نفسك انه الخالق العظيم العلي الكبير الذي لا تدركه الابصار ولا تصل الى فهمه الافهام ولا تتخيله العقول لانه اعظم مما يدور في عقول خلقه .
لان الله الخالق العظيم محتجب عن خلقه وليس له مثيل من خلقه وكل شيئ في الكون من خلقه .
جاء في القران الكريم
قال تعالى (( لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير ))
وفي التوراه :
في الاصحاح الرابع والثلاثين من سفرالتثنية يقول موسى عليه السلام ( ليس مثل الله ) تث 24:26
وفي الاصحاح السابع من سفرصموئيل الثاني يقول داوود عليه السلام ((قد عظمت أيها الرب الاله لانه ليس مثلك . وليس اله غيرك )) 2صم7 :22
وفي المزمور الـ71 يقول داوود عليه السلام ((ياالله من مثلك ؟ مز71 : 19
الله سبحانة وتعالى فوق السماوات فوق الكون
والاصل في العقيدة الاسلامية هو المعرفة ومن حق الانسان ان يسأل عن كل شيئ وفي كل شيئ الا ان يسأل عن ذات الله تعالى لان ذات الله تتجاوز حدود العقل البشري فهناك خطاً احمر للعقل البشري ان تعداه يحدث الجنون روي ان الامام الحسين رضي الله عنه كان يناجي رب العزة فيقول : كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر اليك ايكون لغيرك من الظهور ماليس لك حتى يكون هو المظهر لك ومتى غبت حتى نحتاج الى دليل يدل عليك ومتى بعدت حتى تكون الاثار هي التي توصل اليك عميت عين لا تراك عليها رقيباً وخسرت صفقة عبد لم يجعل من حبك له نصيباً .
وسئل احد العارفين ماالدليل على الله قال الله قيل له فما العقل قال العقل عاجز والعاجز لا يدل الا على عاجز مثله فالعقل الة العبودية وليس للاشراف على الربوبية .
ثم انظر الى العلماء عندما صنعوا حبة قمح نفس المواصفات ونفس الشكل ثم جاءوا بحبة قمح من خلق الله تلك التي نزرعها فتخرج لنا سنابل القمح فزرعوهما في الطين فوجدوا ان حبة القمح التي صنعوها ماتت ولم تنبت وان حبة القمح التي هي من خلق الله انبتت . انه العقل البشري المحدود العاجز مهما وصل لما وصل اليه من علوم .
ولهذا فقد نهى الاسلام عن سياحة العقل في الذات الالهية قال تعالى (( وما قدروا الله حق قدره )) و قال رسول الله صلى الله عليه ( لا يزال الناس يتسائلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله فمن وجد من ذلك شيئا فليقل امنت بالله ) .
وجاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله اني لاحدث نفسي بالحدبث فلئن اخر من السماء احب اللي من ان انطق به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر الله اكبر الحمد لله الذي رد كيده الى الوسوسة . وفي هذا اشارة الى ان الشيطان قد يوسوس للمؤمن فيرده المؤمن بالاستعاذه وقوله امنت بالله .
ومعرفة المؤمن بالله تعالى معناها : العلم اليقيني بوجود الله تعالى وانه راصد لكل الخلائق في الكون مع اتساع الكون . وانه تعالى ليس كمثله شيئ قال تعالى (( ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير )) الشورى /11
أي لا مثيل له في ارضه وسمواته ولا شريك له في حكمه وارادته .
يقول الامام على رضي الله عنه:
كيفية المرء ليس المرء يدركها فكيف كيفية الجبار ذي القدم
هو الذي انشأ الاشياء مبتدعا فكيف يدركه مستحدث النسم .
وقد جرى حوار بين انشتين والكاتب الامريكي المفكر جورج فيرك في معنى
النسبية والله والحياه ومصير الانسان بعد الموت
وكان الحوار بينهما
فيرك:لما قابلتك اخر مرة وشرحت لي سر النسبية ففهمت كل شيئ جوهري فيها
ولقد سرني ان اكون احد العشرة الذين فهموا تلك النظرية ولكن لم يكد يأتي اليوم التالي حتى نسيتها
فتبسم انشتين
أنشتين : معنى النسبية هي ان يستحيل على العالم الفيزيائي، ان يستعمل مقاييس معينة لقياس الفضاء ، من غير ان يعين نسبتها الى نقطة محدودة من الزمان . والزمان هو البعد الرابع ، والضوء هو الياردة التي يقاس بها الفضاء .
فيرك : وكيف ذلك؟
أنشتين : لانه لا يمكن ان يكون في الكون ماهو اسرع من الضوء ، فسرعة الضوء مضروبة بمربع الكتلة ، تساوي الطاقة المخزونة في جسم ما ، فالمعادلة بسيطة .
فيرك : لا تقل لي شيئاً أكثر من ذلك اذ من السهل فهم العبارة على اجمالها ، شريطة أن تحذف منها التفسير الرياضي .
قل لي اخر اكتشاف اكتشفته ، وضمنته الصفحات الست التي انشغلت بها هذه السنين الطوال ؟
أنشتين : أخر نظرية مبنية على الحدس والتخمين ، ولم يثبت بعد البرهان ، فقد اكتشفت قانونا يعبر عن الجاذبية بعبارات كهربائية .
فيرك : ماهي الكهربائية ؟
انشتين : قد تكون الكهربائية هي القوة الاساسية التي تهيمن على الكواكب بأسرها .
فيرك : هل تريد القول بأن الكهرباء التي تعنيها هي الله ؟
أنشتين : اني اتردد في التلفظ بعبارة ...................
فيرك : هل اطلعت على كتاب فرويد الذي عنوانه ( مستقبل وهم ) وهو الذي يطبق فيه التحليل النفسي على الدين ؟
انشتين : قرأته ولكني لا أوافق فرويد عليه؟
فيرك : هل تعتقد بالخلود الشخصي ؟ أي بقاء الشخصية بعد الموت ؟
انشتين : لا ، بل اعتقد ان كل شخص منا نتيجة اقتران فردين اخرين ولا ارى اين منح الكائن الجديد نفساً ولا متى منحها واني اشبه الجنس البشري بشجرة ذات عساليج واغصان فليس لكل عسلوج أو غصن روح أو نفس فردية .
فيرك : ماهو الفرد ؟
انشتين : الحياه نسيج عظيم والفرد خيط ضئيل في نموذج هائل عجيب .
فيرك : هل تتوق الى الخلود الشخصي ؟
انشتين : كلا فحسبي حياه واحدة .
فيرك :سألت مرة صديقي المرحوم البروفيسور هوغو فيستربرج من جامعة هارفرد : هل تؤمن ببقاء الشخصية بعد الموت ؟ فأجاب إني لا أستطيع تصوير الشخصية بأشياء يحدها الزمن . وقد فهمت من هذا الكلام انه انما يريد التنصل من الاجابة .
انشتين : لا أرى رأيك لان هذا الجواب هو كل مايمكن الرد به على سؤالك .
فيرك : ألسنا خالدين ؟ بمعنى ان كل صورة ترتسم انما تبقى الى الابد ؟ فإذا فرضنا شخصاً ينظر الى أرضنا من كوكب بعيد فقد يرى في هذه اللحظة ولاده المسيح وصلبه وفي نظره ان بيلاطس ومريم المجدلية وسائر أولئك الذين اشتركوا في مأساة الصلب لا يزالون أحياء . ولو كان الكوكب ابعد لرأى ذلك الشخص موسى وقومه يعبرون البحر الاحمر . ان هذه الصورة قد اختفت في نظر اهل الارض ولكنها لا تزال تسير في الفضاء الى الابد . ففي العالم البعيد يصلب المسيح كل يوم وكذلك موسى وقومه لايزالون يعبرون البحر الاحمر .
أنشتين : يلوح لي ان هذا الكلام سفسطة فالحياة تصل الى اجل مسمى لا تتخطاه ولو حملت صورتها الى الكواكب النائية على تعاقب مالا يحصى من السنين الضوئية ، فكل نفس ذائقة الموت .
فيرك : وما هو حد الموت ؟
أنشتين : الحياة تنطفئ شعلتها في شخص ما حتى بات لا يؤثر بأعماله في البيئة والمحيط الذين يكتنفانه .
فيرك : ولكن افكاره تبقى حية .
انشتين : نعم ولكن لا يستطيع ان يضيف نقطة واحدة الى مجموعة خبراته ولا ان ينقص منها ولا ان يبدل فيها بوجه من الوجوه .
فيرك : يشم من جوابك شيئ مما كان يدور في خلد عمر الخيام حيث قال ( الاصبع المتحركة تكتب وبعد ان تكتب تعود فتنحرك وكل تقواك وذكائك لا يغريانها بأن تعود فتمحو نصف سطر ولا دموعك جميعاً تغسل كلمة منها ). فطأطأ انشتين رأسه ولم ينبس بكلمة واحدة .
فيرك : أتريد أن تقول لي ان حياة الفرد عبث أو اننا نستطيع ان نرفع مستوى الوجود الانساني ؟
انشتين : ان عمل الفرد مهما عظم شأنه لايزيد على مايضيف حيوان مرجاني في قاع البحر الى جيل مرجاني سابق فان تقدم الانسان بطيئ وان وجوده ليس الا جزءاً من ثانية من عمر الارض .
فيرك : هل تؤمن بالله ؟
أنشتين : ان سؤالك يعد أصعب الاسئلة في العالم فانه ليس سؤالا يجاب عليه بنعم او لا أما انا فلست ملحداً ولا ادري ماذا كان يصح في القول بانني ن انصار وحدة الوجود فالمسألة أوسع نطاقاً من عقولنا المحدودة .
فيرك : ان الرجل الذي يكتشف ان الزمان والمكان منحنيان ويحبس الطاقة في معادلة واحدة به الا يهوله الوقوف في وجه غير المحدود .
انشتين : اسمح لي ان اجيب بان اضرب مثلا ان العقل البشري مهما بلغ من عظيم التدريب وسمو التفكير عاجز عن الاحاطة بالكون فنحن اشبه الاشياء بطفل دخل مكتبة كبيرة ارتفعت كتبها حتى السقف فغطت جدرانها وهي مكتوبة بلغات كثيرة فالطفل يعلم انه لابد ان يكون هناك شخص قد كتب تلك الكتب ولكنه لا يعرف من كتبها ولا كيف كانت كتابته لها وهو لا يفهم اللغات التي كتبت بها ثم ان الطفل يلاحظ ان هناك طريقة معينة في رتيب الكتب ونظاماً خفيا لا يدركه هو ولكنه يعلم بوجوده علما مبهما وهذا ماارى هو موقف العقل الانسني من الله مهما بلغ ذلك العقل من السمو والعظمة والتثقيف العالي .
فيرك : أليس في وسع واحد من اصحاب العقول العظيمة ان يحل لنا هذا اللغز ؟
أنشتين : نرى كوناً بديع الترتيب خاضعا لنواميس معينة ونحن نفهم هذه النواميس فهما يشوبه الابهام وان عقولنا المحدودة لاتدرك القوة الخفية الي تهيمن على مجاميع النجوم .
فيرك : يعترف اسبينوزا الذي تعجب به انت بوجود قوة مدركة .
أنشتين : انا مسحور بمذهب الوهية القوة المدركة التي يقول بها اسبينوزا ولكني ارفض لبس الجاكته الضيقة التي لفلسفة أي إنسان .
فيرك : ماهو اعظم أثر لاسبينوزا في الفلسفة الدينية ؟
انشتين : اسبينوزا هو أعظم الفلاسفة لانه أول فيلسوف بحث في النفس والجسم باعتبارهما كائناً واحداً لا كائنين منفصلين .
فيرك : ألم يسبقه الى ذلك احد في الهند ؟
انشتين : معظم الفلاسفة مدينون للهندوس وان فلسفة اسبينوزا هي من بناء أفكاره لان الهندوس يتجاهلون الجسم في فلسفتهم لذلك فانهم لم يستطيعوا ان يتصوروا وحدة جوهرية بين الروح والجسد .
فيرك : أليست اسيا أم الاديان كلها ؟
انشتين : يظهر أنها خزائن الفكر الكبير فمنها نبتت الحركة الإشتراكية وجربت فيها منذو الاف السنين .
ويقول : ان اللغز السرمدي للعالم انما هو شيئ يمكن تعقله غيران كونه متعقلا يعد معجزة من المعجزات . ومن أجمل ماقاله أينشتين : عن ديني هو إعجابي في تواضع تلك الروح السامية التي لا حد لها تلك التي تترامى في التفاصيل الصغيرة القليلة التي تستطيع ادراكها عقولنا الضعيفة العاجزة وهو ايماني العاطفي العميق بوجود قدرة عاقلة مهيمنة تترامى حينما نظرنا في هذا الكون المعجز للافهام ان هذا الايمان يؤلف عندي معنى ((( الله ))) .
اذا انشتين يعترف بوجود الله ويؤمن به . ولكنه هل وجده ؟
ان الكثيرون من العلماء غيره من امثال الدكتور ( ادوارد لوثر كيل ) اخصائي في علم الحيوان والحشرات دكتوراه من جامعة كاليفورنيا واستا ذ علم الاحياء جامعة فرانسسكو . ومتخصص في دراسة أجنة الحشرات يتكلم عن نشأة الكون فيقول:قد يعتقد بعضهم أن هذا الكون أزلي ، ولكن القانون الثاني من قوانيين الديناميكا الحرارية قد أثبت خطأ هذا الرأي ، فالعلوم تثبت أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزلياً فهناك انتقال مستمر من الاجسام الحارة الى الاجسام الباردة ولا يمكن ان يحدث العكس بقوة ذاتية بحيث تعود الحرارة فترقد من الاجسام الباردة الى الاجسام الحارة ، كما ان الكون لو كان ازلياً لاستهلكت طاقته منذو زمن وتوقف كل نشاط في الوجود . وهكذا توصلت العلوم دون قصد الى ان لهذا الكون بداية ومعنى هذا أن اثبات أن له مبدئ والمبدئ له هو الله . أما الاستاذ الدكتور ( كليرانس ابرسولد ) استاذ الطبيعة الحيوية دكتوراه من جامعة كاليفورنيا مدير قسم النظائر والطاقة الذرية في معامل اوك ويدج وعضو جمعية الابحاث النووية والطبيعة النووية يقول:
قال الفيلسوف النجليزي : ان قليل من الفلسفة يقرب الانسان من الالحاد أما التعمق في الفلسفة فيرده الى الدين . وقال الدكتور جورج ايرل دافيز عالم الطبيعة دكتوراه من جامعة منيسوتا وهو اخصائي في الاشعاع الشمسي والبصريات الهندسية والطبيعية ورئيس قسم البحوث الذرية بالبحرية الامريكية ببروكلين : كلما تقدم ركب العلم وتضائلت الخرافات القديمة ازداد تقدير الانسان لمزايا الدين والدراسات الدينية فالمنطق الذي نستطيع ان نأخذ به والذي لا يمكن ان يتطرق اليه الشك هو أنه ليس هناك شيئ مادي يستطيع ان يخلق نفسه . واذا سلمنا بقدرة الكون على خلق نفسه فاننا بذلك نصف الكون بالالوهية ومعنى ذلك أننا نعترف بوجود اله . يقول الدكتور توماس دافبر باركس استاذ الكيمياء ومدير البحوث بشركة كلوركس الكيماوية دكتوراه من جامعة الينوي
اخصائي في النظريات الكهربية والاشعة السينية :
انني اقرأ النظام والتصميم في كل مايحيط بي من العالم غير العضوي ولا استطيع أن اسلم بأن يكون كل ذلك قد تم بمحض المصادفة العمياء التي جعلت ذرات هذا الكون تتألف بهذه الصورة العجيبة ان هذا التصميم يحتاج الى مبدع ونحن نطلق على هذا المبدع هو الله )
والسؤال : أين الله ؟
عادة ماتعبر اين عن المكان لكنها هنا لايراد المكان بل تتعداه
فان جملة أين الله ؟ الاجابة عنها تكون بحسب السائل فالاجابة لطفل تختلف عن الاجابة لطالب في مرحلة اقل من الجامعية تختلف عنها لطالب المرحلة الجامعية تختلف عنها لغيره كما ان الاجابة لرجل من العامة تختلف تماماً . والسائل قد يريد مابعد الاجابة . أو ربما يريد أن تجيبه عن مكانة الله في قلبك أو بالنسبة لك . أو ماتؤمن به في حق الله تعالى .
فالاجابة أكبر من الاخبار عن المكان وماذلك الا لان الله فوق المكان .
كما أنه فوق الكون ، لا داخل الكون ، لانه خالق للكون ، وهو الله الذي خلق العرش الذي هو فوق السماوات وتحته النجوم والكواكب والمجرات وسائر المخلوقات .
يقول الدكتور ( جون وليامز كلوتس ) عالم علم الوراثة دكتوراه من جامعة بنيس برج واستاذ علم الاحياء والفسيولوجيا بكلية المعلمين بكونكورديا وعضو جمعية الدراسات الوراثية :
ان هذا العالم الذي نعيش فيه ، قد بلغ من الاتقان والتعقيد ، درجة تجعل من المحال ان يكون قد نشأ بمحض المصادفة ، ومن التعقيدات الطريفة في هذا الكون ، مانشاهده من العلاقات التوافقية ، الاضطرارية بين الاشياء ، أحياناً ومن امثلتها العلاقة بين فراشة ( اليوكاو ) ونبات ( اليوكا ) وكذلك العلاقة بين نبات التين ومجموعة من الزنابير الصغيرة . وهناك كثير من الازهار يسجن الحشرات بداخلها ، وان النبات بعد ان يتم التلقيح لا يهتم بخروج بخروج الحشرة من الزهرة المؤنثة ، لانها تكون قد أدت رسالتها ، أما عندما تدخل الحشرة الى زهرة مذكرة فانه يسمح لها بالخروج لانها لا تكون قد ادت رسالتها ، أفلا تدل كل هذه الشواهد على وجود الله ؟!
ان من الصعب على عقولنا ان تتصور ان كل هذا التوافق العجيب قد تم بمحض المصادفة انه لابد ان يكون نتيجة توجيه محكم احتاج الى قدرة وتدبير ، والتوازن الذي خلقه الله تعالى في سائر مظاهر الطبيعة يعتبر النوع الدقيق وأما اذا تدخل الانسان فانه سوف يترتب عليه اضرار بالغة ولذا يجب على الانسان ان يتريث قبل ان يقدم أي محاولة لتعديل موازين الطبيعة فذكاء الانسان أقل بكثير من ان يحيط بحكمة الخالق العظيم .
يقول الاستاذ الدكتور ( رسل تشارلز ارتست ) اخصائي علم النبات والاحياء دكتوراه من جامعة مانسيسوتا واستاذ في جامعة فرانكفورت ألمانيا :
تهيئ دراسة الخلايا الحية لنا خبره عجيبة فاذا فحصت طرف وريقة صغيرة من وريقات العشب المائي ( الايلوديا ) فسوف نلاحظ مظهرا من اكثر مظاهر الحياه انتظاماً وأروعها جمالاً فقد توصل الانسان الى صناعة ساعات بالغة الدقة والروعة ولا يستطيع العقل الانساني ان يتصور ان الة دقيقة كالساعة الاوتوماتيكية التي تدور من تلقاء نفسها قد صنعت نفسها بنفسها وأخذت تتحرك دون ان يبدأ احد بتحريكها . فاذا تساءلنا عن الخلية الحية كيف اتخت هذه الوحدة المجهرية ، النشطة العجيبة صورتها وكيف انها بدأت حركتها فانه يستحيل علينا ان نفسر كل ذلك مالم نسلم عن طريق العقل والمنطق ان وراء كل ذلك عقلا وتدبيراً وقوة هذا العقل وهذا التدبير وتلك القوة التي تعجز عنها المادة العاجزة عن التفكير والتدبير ليست الا من مظاهر قوة الله وحكمته وتدبيره .
يقول الدكتور كلود هاثاواى المستشار الهندسي لشركة جنرال اليكترك واخصائي في الالات الكهربية والطبيعية للقياس :
ان التصميم أو النظام أو الترتيب أو سمها ماشئت لا يمكن ان تنشأ الا عن طريقين
1ـ طريق المصادفة
2ـ طريق الابداع والتصميم
وكلما كان النظام اكثر تعقيداً كان اكثر بعداً عن احتمال نشأته عن طريق المصادفة ونحن في خضم هذا النظام اللانهائي لا نستطيع الا ان نسلم بوجود الله .
يقول الدكتور أدوين فاست عالم الطبيعة والذي يعمل بالطاقة الذرية في أمريكا:
اذا نظرنا الى الكائنات الحية فاننا نرى ان من بينها مالديه من الذكاء ما يجعله قادراً على التخطيط والابتكار والقيام بأعمال تقرب من حد الاعجاز وتحاول ان تتغلب على القوانيين الطبيعية فاذا تصورنا ان كل ذلك يتم بمحض الصدفة التي تجمع الجزيئات تجتمع بصورة معينة لكي تكون ذرات تتألف بعضها من ومع بعض لكي تكون اجساماً تقوم بدورها بالتكاثر واداء سائر وظائف الحياة ويكون لها عقل وتفكير دون ان يكون وراء ذلك مدبر هو الذي خلق فصور فأبدع فان ذلك لا يقبله عقل أو يتصوره فكر وحتى اذا فعلنا ذلك نكون قد اخذنا بفرض مستحيل من الوجهة العملية وطرحنا وراء ظهرنا فرضاً منطقيا بسيطاً الا وهو وجود الله الذي أنشأ هذا الكون وبدأه بقدرته فالله هو المبدئ ، إنه جلال الحق وقدسيته .
ويقول الدكتور جون ادولف بوهلر دكتوراه من جامعة انديانا متخصص في تركيب الاحماض الامينية واستاذ الكيمياء بكلية اندرسون :
تدل الشواهد على وحدة الكون من الوجهة الكيميائية ولدينا من الطرق والوسائل مايمكننا من اختبار كثير من العناصر في الكواكب الاخرى ومعرفة انها هي نفس العناصر التي على وجه الارض وحتى النجوم البعيدة عنا فانها تشتمل على عناصر مشابهة لعناصر الارض ويعتقد العلماء ان القوانيين الطبيعية التي تتحكم في هذه الكواكب هي نفسها القوانيين التي تخضع لها النجوم والكواكب الاخرى في افلاكها النائية المترامية الاطراف في الفضاء فحيثما نظرنا نجد الابداع والنظام والتوافق حتى لم يبق هناك ظل من شك عندي في ان الها قادراً قد أبدع هذا الكون وبناه وحدد وجهته وغايته . وقد يستطيع الانسان ان يفسر ماكان غامضاً عليه باكتشاف القوانين التي تحكمها ولكن الانسان عاجز عن ان يسن تلك القوانين فهي من صنع الله وحده ولا يفعل الانسان اكثر من ان يكتشفها ثم يستخدمها في محاولة ادراك هذا الكون . وكل قانون يكتشفه الانسان يزيد قربه من الله .
